أعلن المهندس عماد جابر، رئيس مجلس إدارة مجموعة “لاكاسا” القابضة، أن شركة “لاكاسا فاشن”، إحدى شركات المجموعة، حصلت على وكالات عالمية حصرية، ستفتح فروعها لأول مرة في فلسطين.
وكشف جابر في لقاء عبر “زووم” من دبي، إن الشركة وقّعت اتفاقيتي وكالة حصرية مع كل من: “Forever 21 فوريفر 21″ و”آيروبوستال Aeropostale” وهي متاجر تجزئة أمريكية لبيع الملابس والإكسسوارات ذات الجودة العالية للشباب من كلا الجنسين، ستفتح أفرع لها في “لاكاسا مول”، المشروع الأكبر لمجموعة “لاكاسا القابضة”، في ضاحية الريحان بمدينة رام الله، قبل أن تتفرع في مختلف المدن الفلسطينية، بما فيها القدس وقطاع غزة.
وأوضح جابر أن استقطاب هذه الوكالات إلى فلسطين جاء بعد جهود مضنية بذلتها شركة “لاكاسا فاشن”، مشيرًا أن فرع “فوريفر 21” في “لاكاسا مول” سيقام على مساحة 700 متر مربع، ومتوسط سعر القطعة لن يتجاوز 65 شيقل، علمًا أن هذه الوكالة لديها 6 مواسم بعكس الوكالات الأخرى التي تكتفي بموسمين، ما يعني أن كل شهرين يمكن للمتسوقين أن يجدوا في المحل تشكيلة تصاميم جديدة، بالإضافة إلى خصومات على قطع الموسم السابق، الأمر الذي سيعود بالفائدة على المستهلك الفلسطيني.
وأضاف إن “لاكاسا فاشن” راعت عند استقطاب الوكالات الذوق العام لأبناء شعبنا والتصاميم المحافظة من الملابس، حيث تمت دراسة الموضوع بعناية واختيار الوكالات الملائمة وذات الجودة العالية والتي تمثل احتياجًا في السوق الفلسطيني.
وتابع: إن الأمر ينطبق أيضا على وكالة “آيروبوستالAeropostale ” المختصة بملابس الشبان، والتي ستكون أسعارها متناسبة مع متوسط دخل الفرد في فلسطين.
52 ماركة عالمية و12 وكالة حصرية
وقال جابر: “لدينا فريق عمل في فلسطين ودبي بمستو عال من المهنية، ووضعنا هدفا أن نكون الرواد في عالم الأزياء والماركات في فلسطين”، مشيرًا إلى أن الشركة تسعى إلى الحصول على حق التصنيع والإنتاج من الوكالة الحصرية، ضمن المقاييس والمعايير التي لديهم، وستعمل خلال العامين المقبلين على افتتاح مصانع في فلسطين توظّف قوى عاملة في مجال التصميم والحياكة.
وأضاف: “نحن نشجع على الإنتاج وليس الاستهلاك فقط وسنصل لهذه المرحلة، سنحاول تغطية 25% من احتياجاتنا، وسيتم استيراد 75% من الماركة”.
ويفخر جابر أن “لاكاسا مول” يضم 52 ماركة عالمية، منها 12 وكالة حصرية، ومنها وكالات لأول مرة تدخل إلى السوق الفلسطيني، مشيرًا إلى أنهم هدفوا إلى استقطاب الوكالات التي لها سمعة عالمية وتاريخ وفي نفس الوقت ضمن إمكانيات المواطن الفلسطيني واستنادًا إلى دراسات، حيث يبلغ متوسط سعر القطعة في “لاكاسا فاشن” 85 شيقل.
وأشار جابر إلى أنه بعد اتخاذ قرار الاستثمار في فلسطين ودراسة السوق وجدنا أنه ليس هناك أي تاجر فلسطيني يحمل وكالة حصرية لأي ماركة، مضيفًا: “هذا الموضوع خطير جدًا، لأنك إذا لم تكن وكيلا حصريا، فإن بضاعتك يمكن أن تطرح في أي مكان في السوق، ومشكلة التزوير تكون موجودة، والأسعار تزداد على المستهلك النهائي لأنك ستدفع نحو 30% للوسيط”.
ويطمح جابر أن يتم الاستغناء خلال 5 سنوات عن توزيع وبيع الماركات وأن يكون لدى “لاكاسا فاشن” وكالات حصرية فقط، حيث يواصل مساعيه للحصول على وكالات جديدة من خلال مفاوضات يعقدها مع مسؤولي هذه الوكالات في العالم لتوضيح أن السوق الفلسطيني يختلف عن السوق الإسرائيلي، خاصةً أن رجال الأعمال الإسرائيليين حصلوا على العديد من الوكالات في سبعينات وثمانينيات القرن الماضي، ويدّعون أن وكالتهم تشمل الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي ينفيه جابر.
وأكد جابر أن “لاكاسا فاشن” سترفع عدد موظفيها إلى 60 موظفًا وموظفة، وسيصل عدد موظفيها إلى 300 موظف بعد افتتاح فروع الوكالات، وستعمل على افتتاح 50 فرعًا للوكالات على أقل تقدير في المدن الفلسطينية المختلفة.
وكشف جابر أنه تم استثمار 10 مليون دولار في “لاكاسا فاشن”، إلى جانب إنشاء متجر كبير “هايبرماركت” داخل “لاكاسا مول”، ويجري التواصل حاليًا مع أكثر من 20 وكالة عالمية سيتم الإعلان عن كل واحدة بعد توقيع اتفاق نهائي، مؤكدًا أن كل وكالة تخلق مزيد من فرص العمل لأبناء شعبنا وتسهم في تحريك الاقتصاد.
نجاح فاق التوقعات
وعلى صعيد متصل، أكد جابر أن فكرة “لاكاسا مول” انطلقت من الخبرة الواسعة لمجموعة “لاكاسا القابضة” التي اكتسبتها من خلال عملها في دبي، وتحقيقًا لرؤيتنا وطموحنا أن نكون أول مستثمرين بإنشاء مول وفقًا للمعايير العالمية ويستقطب الماركات الأجنبية ويوفّر الترفيه ويكون أول مكان في فلسطين كتجمع للعائلة قبل أن يكون مركز تسوق.
وأضاف: “اخترنا توفير مساحات مناسبة وتم بناء المول على مساحة 65 ألف متر، وهي كبيرة جدا بالنسبة لفلسطين ولكنها ضرورية، ولا نستطيع عمل مول بمساحة أقل، لأن المول يجب أن يحتوي كل الخدمات التي يحتاجها المتسوق، بالإضافة إلى توفير مواقف لنحو ألف سيارة”.
وبعد نحو عام على افتتاح “لاكاسا مول” بات يضم 114 محلا وبلغت نسبة إشغاله 80%، ويجتذب الآلاف من الزوار يوميًا.
وقال جابر: “كان هدفنا استقطاب مليون زائر في السنة الأولى، وأن نصل إلى 3 ملايين زائر خلال ثلاث سنوات، لأن مقياس نجاح المول هو عدد الزوار، والمقياس الثاني حجم مبيعات المحلات بالنسبة للمتر المربع”، موضحًا أن النجاح فاق التوقعات وبناءً على التسجيلات الإلكترونية الموجودة على مداخل المول، استقطب المول نحو مليونين و750 ألف زائر، وبالنسبة إلى حجم المبيعات كان الهدف 12% نسبة إلى عدد الناس التي تزور المحل، والآن وصلنا إلى 18% ونطمح للوصول إلى 24% والتي تعد أعلى النسب على مستوى العالم.
وتابع: “هذه الأرقام دليل على أننا وصلنا إلى المرحلة التي نقول فيها أننا نجحنا، وهناك العديد من الماركات الجديدة التي ستفتح في المول وهذا ما سيزيد من عدد الزوار ونسب الشراء”.
وأردف جابر قائلاً: “برغم عدم اكتمال المول، والظروف الاقتصادية والسياسية، وجائحة كورونا والإغلاقات، إلا أن المول أثبت أنه وجهة للعائلة الفلسطينية من مختلف محافظات الضفة الغربية والقدس ومن أهلنا في الـ 48”.
عائد مادي ومعنوي
ويرى جابر أن سر النجاح في المول هو في الإدارة والمتابعة ودخول الشركة المطورة عقاريًا للمول كمستثمرة فيه، مما عزز مصداقية المشروع، إضافة إلى قدرة المطور على الاستثمار والمخاطرة أكثر من المستثمر العادي، لافتًا إلى أن الاستثمارات الكبيرة في المول هي لمجموعة “لاكاسا القابضة” من صالة التزلج على مساحة ألف متر، وهايبرماركت على مساحة 4 آلاف متر، بالإضافة إلى “لاكاسا فاشن”.
وأكد جابر أن استثماره في السوق الفلسطيني مربح والعائد المعنوي والمادي يفوق أي مكان آخر استثمرت فيه شركته. وقال: “لنا استثمارات في 4 دول عربية، لكننا نشعر بأمان باستثمارنا في فلسطين، البلد تحتاج لكل شيء جديد ومميز، وحجم المشروع يرفع من فرص نجاحه لأن المشاريع الصغيرة احتمال الفشل والخسارة فيها أكبر من المشاريع الكبيرة التي تقل فيها احتمالات الفشل والخسارة، وشعبنا واعي ويقدّر المشاريع المميزة ومطلع على المشاريع الموجودة في دول العالم”.
وأضاف: “لا يمكن أن تبني مول على مساحة 4000 متر، لا يمكن أن تبني مول بدون مساحات ترفيهية ومنطقة مطاعم وهناك أرقام عالمية لا يمكن تجاوزها، بأن 30% من مساحة المول يجب أن تكون أماكن ترفيه ومطاعم ومقاهي، انت لا تأتي للمول لشراء قميص، الناس تأتي مع العائلة لقضاء عدة ساعات ومن ثم تتسوق”.
الخبرة والرؤية
وأبدى ترحيبه واستعداده بتوفير النصيحة والمساعدة ووضع كل الإمكانيات أمام أي مستثمر يفكّر ببدء مشروعه في فلسطين، مشيرًا إلى أن وجود مشاريع ناجحة يزيد نجاحنا ولا ينافسنا. وقال: “المول لا يصنعه أرض ومال، المول تصنعه الخبرة والرؤية”.
وقال جابر: “ارتباطنا في وطننا جعلنا نعود ونستثمر فيه، وكل مغترب في شبابه يعتقد أن البلد التي يعيش فيها تكفيه وتغنيه، وعندما يكبر بالعمر ويحقق نجاحات، يحب أن يعكس هذه النجاحات لأهله وشعبه في وطنه الأم، لأن الأمر يتعلق بالتكريم المعنوي الذي يبحث عنه كل إنسان. التكريم المادي والشهرة يحصل عليهما في بلد الاغتراب، أما إذا لم يكن معروفًا في بلده لن يشعر بقيمة إنجازه”.
وأضاف: “أنا أشعر أن فلسطين هي بلد استثمار نتيجة حاجة البلد وعدم توفر الأماكن التي يبحث عنها شعبنا في البلدان المجاورة، وبالتالي ارتأيت أن المشروع استثماري وطني، من خلاله أخدم وطني من جهة، ومن جهة أخرى استثمار ناجح. وليس فقط شعارات”.
وتابع: “جاء هذا الاستثمار بعد دراسة متأنية لجدوى الاستثمار في فلسطين، لأن رأس المال الجبان يبقى جبان حتى لو كان في بلده، ولكن عندما تجد أن الاستثمار ناجح في بلدك يكون الموضوع مشجع جدًا أكثر من أي استثمار في بلد آخر”.
يذكر أن جابر هو مهندس مدني من قرية ترمسعيا في محافظة رام الله والبيرة، ومغترب منذ 36 عامًا في إمارة دبي، ويملك مكتب استشارات هندسية، وعدة استثمارات في فلسطين من خلال شركة “لاكاسا القابضة”، أهمها “لاكاسا مول” و”لاكاسا فاشن”